العدسات اللاصقة

أحياناً الموضة واتباع آخر صيحاتها، وأحياناً أخرى تصحيح مشاكل
البصر، أسباب تجعل الفتيات والشبان يقبلون على استخدام العدسات اللاصقة
باعتبارها الأخف في الاستعمال، ناهيك أن أحداً لا يمكنه أن يعرف باستخدام
المريض لها مما يسبب له راحة نفسية، لكن الغالبية العظمي خاصة من جيل
الفتيات والشباب يقدمون على استخدام العدسات اللاصقة للتجميل ومجاراة
الموضة معتبرينها ضمن أدوات الماكياج واكسسوارت الشكل الجمالي للوجه.

ولا
شك أن العدسات اللاصقة ضيف ثقيل على العين كما يقول بعض الأطباء، فيما
تعتبرها بعض الفتيات في عالمنا العربي ضرورة من ضرورات الأناقة، وبالتالي
يتسابقن في اختيار نوع العدسة وشكلها، وهناك من يفضلن استخدام العدسات على
النظارات الطبية رغم بعض الأضرار الطفيفة التي ربما تنتج عنها.

بديل صحي للنظارة:
يشير
د. محمد الطرشاوي استشاري طب وجراحة العيون ورئيس قسم البصريات الطبية
بالجامعة الإسلامية بغزة، إلى أن انتشار استخدام العدسات اللاصقة سواء
التجميلية أو الطبية في فلسطين جاء متأخراً جداً؛ وسبب انتشارها أنها خفيفة
الاستعمال وجميلة المنظر ما يجعل من يعاني من أخطاء في الانكسار الضوئي
كطول النظر أو قصر النظر خاصة الفتيات؛ يفضلن استخدام العدسات اللاصقة؛ لأن
منظرها جيد، بعكس النظارة الطبية بالإضافة إلى خفة استعمالها على حد
تعبيره.

ولفت د. الطرشاوي أن الناس يزيدوا من استخدام العدسات اللاصقة لتفادي الآثار الجانبية للنظارة.

وفيما
يتعلق بالمضار والمخاطر التي يمكن أن تنشأ عن استخدام العدسات اللاصقة
أوضح د. الطرشاوي في حديثه لـ "لها أون لاين" أن طريقة الاستعمال الخاطئ
وعدم اتباع أبجديات استعمالها؛ يجعلها عرضة للاحتكاك بالعين، ويؤدي إلى
الاتهاب، وأضاف: "إن الإنسان لا يمكنه النوم بالعدسات اللاصقة، ولا يمكنه
استعمالها لفترة طويلة، وعليه أن يصونها كل فترة باستخدام محاليل خاصة
بها"، مؤكداً أن لها طريقة استعمال خاصة، سواء في اللبس أو الخلع. لافتاً
أن استخدام العدسات اللاصقة في حال تلوث اليدين أو تعرض بها الشخص لغبار
وشمس وعرق؛ فإنها تؤذي العين قد تصل إلى تلف في القرنية ومضاعفات خطيرة في
العين.

تغيير خلق الله:
وفيما يتعلق بأضرار العدسات اللاصقة
الملونة، التي تنكب الفتيات على استخدامها في إطار الزينة، يؤكد بدايةً د.
الطرشاوي أن استخدام تلك العدسات غير مرغوب في الشرع، حيث تعمد الفتاة إلى
تغيير في خلق الله بوضع عدسات تظهر لون غير لون عينيها الحقيقي، وأضاف: "أن
كثيرا من الفتيات يلجأن إلى استخدام تلك العدسات دون مرجع طبي، ما يعرضهن
إلى مخاطر صحية جمة".
ناصحاً من يستعملن هذا النوع من العدسات مراعاة
المواصفات الطبية في اختيار العدسة، حتى لا تكون النتائج عكسية على صحة
العين، فبدلاً من تجميلها تعمد إلى إعطابها وإتلافها، وأن تكون من مكان
مضمون، وشدد على ضرورة أن تبتعد الفتاة عن الولع بالتجميل المخالف للشرع،
خاصة وأن استخدامها بغير الأبجديات المحددة والطريقة الصحيحة يؤدي إلى
مخاطر صحية هي في غنى عنها، لافتاً أن العدسات اللاصقة تحتاج إلى جو مكيف
بعيد عن الشمس والغبار، خاصة وأن بينها وبين القرنية يبقى متسع لدخول
الغبار والجراثيم، ناصحاً من يعانون من أخطاء بالبصر بالاتجاه إلى تصحيح
البصر بالليزك الذي يعطي نتائج أنجع من العدسات اللاصقة وفقاً لحالة كل
مريض.

أسباب الإقبال على العدسات اللاصقة:

يؤكد أخصائي
البصريات ورئيس مركز "القدس" للبصريات علي النزلي أن أسباب إقبال الفتيات
والشبان على استخدام العدسات اللاصقة تتراوح بين معالجة أخطاء البصر التي
تصيب البعض والتجميل، لافتاً أن علاج البصر إما بالنظارة الطبية أو العدسات
اللاصقة، ومؤخراً بعمليات الليزك.
مؤكداً أن النظارة الطبية أفضل
معالجة لمشاكل ضعف الإبصار؛ كونها الأقل ضرراً والأكثر أماناً على العين
بشكل عام، ومن ثمَّ تأتي العدسات اللاصقة، ثم عمليات الليزك، وأشار أن
الإقبال على العدسات اللاصقة سببه أن كثيرا من الناس لا يرتاحون لاستخدام
النظارات الطبية بالشكل والحجم والوزن على وجوههم، حيث إن تلك العدسات لا
تظهر عند لبسها، ولا يشعر أحد أن مستخدم العدسات اللاصقة يعاني من أي مشكلة
في البصر. مؤكداً أنها من ناحية شكلية ونفسية تريح من يعكف على استخدامها
ممن لديهم مشاكل في البصر.

وفيما يتعلق بالعدسات التجميلية فأشار
لـ "لها أون لاين" أن استخدامها أمر في غاية الخطورة. لافتاً إلى أن
العدسة اللاصقة توضع على العين بشكل مباشر، ولابد لمستخدمها من القيام
بإجراءات معينة قبل استخدامها ووضعها على العين، ولابد أن يحدد طبيب مختص
أن العين لا تعاني من أي إشكاليات، خاصة الحساسية والالتهابات والتقرحات،
وأن يشرف على تركيب العدسات أخصائي بصريات متخصص في مجال العدسات اللاصقة؛
ليقوم بعملية التركيب المناسب للمريض، ويمنحه الإرشادات المناسبة التي تضمن
وتؤمن له سلامته، وأوضح أنه في ظل غياب الرقابة على العدسات اللاصقة أصبحت
العدسات في متناول الجميع، سواء في محلات الكوافير أو على البسطات في
الشوارع، وقد تكون تلك العدسات قد انتهت مدة صلاحيتها أو تعرضت لأشعة الشمس
ما يؤدي إلى تلفها وتؤثر سلباً على العين. لافتاً أن كثيرا ممن حدث لديهم
تقرحات والتهابات مزمنة في العين؛ كان سببه سوء الاستخدام للعدسات اللاصقة
وخاصة التجميلية منها.

مخاطر حقيقية لاستخدام البدائل الرخيصة:
من
ناحية أخرى لفت د. النزلي إلى أن الموضة هي التي تدفع الشباب والفتيات إلى
الانجراف لاستخدام العدسات اللاصقة، فالفتيات تعتقد أن العدسات اللاصقة
التجميلية هي جزء من الماكياج والشكل الجمالي للوجه، وأضاف:" أنه بسبب
الوضع الصعب في قطاع غزة تلجأ الكثير من الفتيات إلى استخدام العدسات بأقل
التكلفة، والتي تباع في الأسواق والبسطات ومحلات الكوافير؛ لتوفير المبالغ
التي قد تدفعها لقاء شراء عدسات لاصقة من مراكز البصريات المتخصصة، داعياً
وزارة الصحة إلى أخذ التدابير اللازمة وسن القوانين من أجل سلامة وحماية
عيون الناس والمواطنين.